يشكل الاغتيال السياسي وجها آخر للإرهاب المعاصر، رغم أنه كان معروفا على نطاق واسع في الحضارات القديمة والوسطى، من خلال التآمر على الملوك و الأمراء والحكام و الوزراء وكبار الشخصيات في الدول القديمة. فالفرعون "تيتي" مؤسس السلالة الملكية المصرية السادسة مات مغتالا سنة 2291 قبل الميلاد، كما اغتيل الإمبراطور الروماني "موميتيان" سنة 96م، و اغتيل "سيجبير الأول" ملك فرنسا القديمة سنة 575. كما ظهرت أيضا الاغتيالات السياسية في العهود الإسلامية الأولى، مع مقتل الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم: عمر بن الخطاب سنة 644م و عثمان بن عفان سنة 656 وعلي بن أبي طالب سنة 660م .
وفي القرون الوسطى، كان حسن الصباح، زعيم جماعة "الحشاشين" أوSecte des Assassins يختار بنفسه أعضاء عصاباته الذين يرسلهم من قلعة "آلموت" بجبال إيران، في مهمات للاغتيال المنظم. و كان يشرح لهم طريقة القيام بذلك، ويدربهم ثم يسلمهم خناجر مسمومة خاصة لتنفيذ عمليات الاغتيال. و كان من أوائل ضحايا الحشاشين الوزير "نظام الملك"، وهو أبو علي الحسن الطوسي، أشهر وزراء الدولة السلجوقية. و قد تم اغتياله في أصفهان سنة 1092، و بعده الوزير المهيب قائد جيوش الأفضل، وكذلك الملك "كونراد دي مونتفيرات" سنة 1192، أحد قادة الحملات الصليبية وملك القدس تحت الحكم الصليبى. كما حاول الحشاشون اغتيال صلاح الدين الأيوبي أكثر من مرة.
للتعمق في الموضوع، يرجى لطفا الإطلاع على دراستنا " من الـ "كلاديو" إلى "القاعدة" .. من يقف وراء الإرهاب؟ على الرابط التالي:
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire