vendredi 23 mars 2012

قضية محمد مراح: الغلاديو على الطريقة الكوندوانية؟


بم .. بم .. بم.. أخيرا.. قتل محمد مراح.. شاب فرنسي بملامح مغاربية.. و رغم كون هذا الشاب قد ولد و ترعرع في تولوز بفرنسا لكن لعنة أصوله الجزائرية ظلت تلاحقه .. 

هكذا هي الثقافة الجديدة في فرنسا.. ثقافة التذويب.. و التمييع.. و اللامساواة.. فالإندماج هو سيارة من نوع ستروين بلا ملامح.. لها خمس سرعات و عجلة واحدة فقط. أو لنقل إنه مجرد يافطة إعلانات كبيرة من تلك التي تكتظ بها عادة الردهات في محطات الميترو الباريسي.. إنها ثقافة تلوك يوميا عبارة "مواطن فرنسي من أصل جزائري" لكنها لا تذكر أبدا عبارات أخرى ماكرة.. مثل "رئيس فرنسي من أصل هنغاري"..

هكذا إذن قتل الشاب مراح.. على طريقة القصص البوليسية للكاتب الفرنسي الأشهر "جيرار دي فيلييه".. و أسدل الستار على الفصل الأخير من مسرحية "قاتل اليهود الأربعة".. 

كان الفصل الأول يقتضي قتل عسكريين فرنسيين من أصول مغاربية حتى تختلط الدماء و الأصوات في صناديق الإقتراع.. لكن .. بدا أن لا أحد قد اهتم بالأمر.. كان بالإمكان قتل المزيد من قوات المظليين ذوي البشرة السمراء.. فلا أحد سينتبه أحرى أن يعترض.. الفرنسيون منشغلون بالحملة الإنتخابية الرئاسية. لكن لسوء حظ الشاب مراح.. كان الفصل الثاني من المسرحية يقتضي استهداف تلامذة يهود يحملون الجنسية الإسرائيلية.. فكانت تلك نهاية المطاف..

كل شيئ في العالم يهون إلا قتل أطفال اسرائيليين.. فكانت تلك ذروة المأساة..
أما أطفال غزة.. و العراق .. و لبنان.. و افغانستان.. فليذهبوا إلى الجحيم.. أما من قتلهم.. فربما يستحق الجنة..بمرسوم رئاسي.. مهما كانت أصوله البعيدة سواء من هنغاريا أو بولندا.. أو المجر.. أو حتى من الفلاشا..
نقطة انتهاء. المهمة أنجزت ... عودة إلى السطر!


هكذا عاد جميع الفرنسيين إلى أجواء الحملة الانتخابية الرئاسية و إلى التنافس المحموم على كرسي الرئاسة في الإليزيه. الكل الآن يتهم الكل.. و الجميع يلوم الجميع على الهواء.. و يغازله من تحت الطاولة.. 

وبالطبع.. كل مترشح يحاول جاهدا أن يبيع فروة الدب التولوزي الثمين.. من أجل تسجيل نقاط أو كسب أصوات في معركة الرئاسة. لكن.. ملف محمد مراح ربما سيتحول قريبا إلى نوع من لعنة الفراعنة.. أو 'لعنة فرساي"  التي ستطارد أشباحها كل المترشحين في فرنسا..  فلا شيء على الإطلاق، يبدو طبيعيا و لا متسقا في هذه القضية التي شغلت حيزا كبيرا من اهتمام الرأي العام الفرنسي و العالمي.. فهل سيأتي يوم نكتشف فيه بكل وقاحة بأن الملف مفبرك .. و أن القصة بالأحرى هي مجرد سيناريو استخباراتي من نوع الغلاديو على الطريقة الكوندوانية Gondwanaise؟ اسألوا الزميل مامان في إذاعة فرنسا الدولية!

محمد السالك ولد ابراهيم
انواكشوط، 23 مارس 2012
medsaleck@gmail.com

2 commentaires:

  1. لن ترضى عليك اليهود والنصارى إلا إذا اتبعت ملتهم
    فتبا لليهود وتبا لفرنسا

    RépondreSupprimer
  2. جزائري حر23 mars 2012 à 19:19

    سيناريــــــــو مفضوح تعودنا عليه لكن السؤال المطروح أين العرب و المسلمين من كل هذا
    وا معتصماه كلمة نادت بها امرأة فلبى النداء ألاف الرجال فأين رجال هــــــــذا العصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    RépondreSupprimer

سيدي محمد ولد بوبكر: قراءة في طموح سياسي مثير؟

حتى وإن بَدَا متأخرًا ذلك الطموح السياسي الذي أبانَ عنه الوزير الأول الأسبق السيد سيدي محمد ولد بوبكر، من خلال الإعلان عن ترشحه للمنصب...